كتابة قصة جيدة للسينما

طالما كانت السينما هى الملجأ الذي نذوب ونتعرف من خلاله على شخصيات عديدة، نتعاطف معهم ونبكى لخسارتهم، نشعر بالفخر حينما يحققون إنجازاً ما، ونكره شخصيات الشر ويصبحون أعدائنا، هذه هي السينما منذ نشأتها وهدفها الأساسي هو التسلية والترفيه مع إعطاء فرصة للمشاهد لكي يعيش أحداث وقصص عديدة لا يستطيع أن يعيشها في الواقع.

إن صناعة السينما تكون للمشاهد في المقام الأول، لذلك إن كنت تكتب للسينما فهناك عدة نقاط يلزم معرفتها جيدًا:

أولاً: مشاهد اليوم أكثر ذكاءً

نحن نعيش الآن في عصر مواقع التواصل الإجتماعي، مزيد من القصص والروايات يتداولها الناس في الشارع وفي العمل وكل مكان. وكذلك نشرات الأخبار التي تعرض أحداث وقصص طوال الوقت، كل شىء أصبح عبارة عن حكاية تروى بطرق مختلفة. لذا يجب أن تتقن القص لتحترم ذكاء المشاهد وتذوقه لأحداث فيلمك أو قصتك.

ثانيًا: الفيلم الذي تُعرف نهايته من أول 5 دقائق لا يحترم الجمهور

هذه نقطة في غاية الخطورة، فكما اتفقنا بأن الجمهور ذكي، إن لم تستطع أن تصنع قصة تثير انتباه الجمهور فأنت تسخر من جمهورك وتخسره، لأنه اقتطع من وقته ساعات لكي يستمتع وأنت خذلته.

ثالثاً: الأعمال الجيدة تبقي وإن مات كاتبها

هناك بعض الأعمال صُنعت بخلطة (الجمهور عايز كده) وأغلب الذين يقومون على صناعتها يريدون فقط النقود، فإذا كنت من هؤلاء فأرجوك لا تطلق علي نفسك لقب كاتب قصة أو سيناريو، وإن كنت تريد أن تُخلّد ذكراك وتترك أثر طيب بعد رحيلك فأكتب بشغف من أول الفكرة وحتى المسودة الأخيرة.

رابعًا: الموهبة وحدها لا تكفي

بعد كم أغنية تسمعها تعتقد أنك تستطيع أن تُلحن؟ هذا بالضبط ما يحدث مع من يشاهدون كم من الأفلام ثم يقررون فجأة أن يصبحوا كُتاب، مما يجعلهم يصنعون مزيداً من الكليشيهات السخفية المكررة.

الخلاصة من كل هذا أنك يجب أن تثقل موهبتك بالعلم والقراءة والمشاهدة، لأن هذا سيساعدك أن تملك المفاتيح التي من خلالها سوف تأخد مشاهدك إلى أى مكان تريد.

خامسًا: ضع نفسك مكان المشاهد

أنت ككاتب بعد كل جزء تكتبه تمهل قليلًا، تبادل الأدوار واقرأ ما تكتبه بعين المشاهد، أكتب واقرأ، حلل وأنقد ، كن متعصب الفكر ومتقبل كل الأفكار، رجلًا وإمرأة، واقعي وحالم، حتى تخرج من رؤيتك المحدودة لفكرتك وتراها بأعين جمهورك .

وأخيرًا

الفيلم الجيد هو وليد فكرة جيدة وقصة، والفكرة الجيدة لا تموت بل يتناقلها جيل بعد جيل وهذا هو الأثر الذى يتركه الكاتب كأنين الناى الذى يبقى بعدما يفنى الوجود.

كتابة وتحرير: إسراء نبيل